هل من آلية أفضل للنظافة 3-3
الأحد - 10 - اكتوبر - 2010 - محمد العريقي
في الموضوع الأول من البحث عن آلية مناسبة لنظافة مدننا الرئيسية، وبالذات العاصمة صنعاء, استعرضنا التجربة الأردنية المتبعة لتنظيف العاصمة عمَّان, من خلال الاستعانة بالشركات الخاصة.
وفي الموضوع الثاني سلطنا الضوء على استهتار المواطن في بلادنا عند تصريف قمامة منزله أو محله, وشاهدنا كم هو الشارع العام مباح ومهدر الكرامة من قبل الكثير من السكان, ومتجاهل من الجهات المسؤولة, وبالتالي تظهر الشوارع والأحياء بهذا الوضع المزري.
إذا كان المواطن يتحمل الجزء الكبير من هذه المشكلة , أيضا الجهات المختصة تشارك في صنعها .
المواطن يدفع رسوم نظافة مضافة إلى كل فاتورة كهرباء ومياه وتليفون، وهذا واجب المشاركة, ومن حقه أيضاً أن يحصل مقابل ذلك على بيئة نظيفة, لكن يلاحظ عجز هذه الجهات عن القيام بهذه المهمة ,وقد تبرر هذه الجهات بسوء وسلبيات المواطن غير المتعاون, إذ لايعقل أن تخصص هذه الجهات عامل نظافة يتحرك بعد كل شخص لالتقاط مخلفاته أو منعه من استخدام الشارع لنفايته الخاصة وسلوكه المعيب.
نقول هذا صحيح , ولكن تمتلك الدولة الإمكانيات المالية والتشريعية والقانونية والفنية لتثبيت آلية فعالة للنظافة.
بل هو واجبها, ومن هنا نطلب ونترجى باسم المواطنين الذين يحبون النظافة ويأملون أن تكون شوارعهم وأحياؤهم ومدنهم بمظهر لائق، مريحة وآمنة من الأمراض, أن تعمل هذه الجات بالبحث عن الآليات المناسبة لمواجهة هذه المشكلة , ويمكن أن يكون لكل منطقه آلية تناسبها .
في مثل الوضع الراهن وكما نشاهده في الكثير من الأحياء, ومنها الحي السياسي، أعتقد أن الآلية المتبعة في تصريف مخلفات القمامة غير عملية ابتداء من داخل البيت , وحتى جمعها إلى سيارة البلدية .
فتحديد وقت معين لإخراج القمامة من المنازل اتضح أنه لم يجد نفعا من خلال التجربة, فمرور سيارة البلدية في الثامنة صباحا، نجد أن البعض لايزالون نائمين، والبعض اتجهوا إلى وظائفهم, والبعض غير آبه بهذا النظام من أساسه, ففرضا واقعا من قبل السكان وهو تجميع القمامة في أماكن متفرقة من الشارع, وتحت نوافذ بعض الجيران أو على أبوابهم , وكم من مشكلة وقعت بين الجيران بسبب وضع المخلفات على أبواب بعضهم البعض , أما مشهد تناثرها بعد تدخل القطط والكلاب فيكون أكثر إزعاجاً .
وفوق كل ذلك فإن عمال البلدية المتنقلين على سيارة التجميع مستعجلون يلتقطون ما سهل جمعه ويتركون الباقي تحت تصرف الحيوانات والسيارات والباحثين عن أسرار المواد البلاستيكية والحشرات والرياح.
أما مخلفات الأتربة والبناء , فلا ينظر إليها تحت حجة أن هذا من مهمة مكتب الأشغال .
هنا أطالب بسرعة سفلتة أو تبليط رصيف الشوارع , لايعقل أن تكون طريق السيارات مسفلته وجوانبها ترابية , فمهما كانت جهود النظافة , فالأتربة إحدى المسببات الرئيسية للإبقاء على المخلفات .
هناك مشاهد كثيرة معيبة ومعيقه يرتكبها المواطن لابد من وضع حد لها .
أما مسالة تصريف القمامة من المنازل والمحلات والمرافق، فأقترح أن يمنع تماما ويجرب مسالة توزيع الأكياس البلاستكية السوداء على السكان لوضع المخلفات ليأتي عامل النظافة ويأخذها من أسفل العمارة أو من قرب الأبواب مقابل دفع مبلغ رمزي لهذا العامل وهو بدوره سيوصلها إلى مكان محدد تأتي سيارات البلدية لنقلها إلى مقالب القمامة .
وسمعت أن هناك آلية جيده تطبق في مدينة الأصبحي, وهي تخصيص برميل صغير يوضع أمام كل منزل يضع فيه صاحب المنزل مخلفاته, ويفرغه عامل النظافة من وقت لآخر .
لماذا لاتعمم مثل هذه الطريقة على أحياء أخرى ؟
أما النقطة الثالثة والمهمة , والتي أرجو تنفيذها بقوة، هي إشراك عقال الحارات ومسئولي المديريات وأعضاء المجالس المحلية بالدرجة الأولى في تثبيت نظام للنظافة، ومنحهم الصلاحية القانونية والضبطية, وهؤلاء يجب مساءلتهم ومحاسبتهم عن أي تشويه أو مخالفات بعد ذلك قبل أن يحاسب المواطن, لأنه ممثل الجهات الرسمية وممثل المواطنين الذين انتخبوه, وهذه أبسط الواجبات التي يمكن أن يقدموها تجاه مناطقهم والأحياء التي يسكنون فيها .المهم خلصونا من حالة الاكتئاب من مشاهد الفوضى والمخلفات التي تؤذي العين وتضر بالصحة , وتسيء إلى الذوق العام .