كم أغنّيك آه كم أسفح الروح في النغم
و أناجيك و الدجا بيننا تائه أصم
و الوجود الكبير في سكرة الصمت و الظلم
و أنادي كأنّني معدم يسأل العدم
***
و أناجي يا ربّة الحسن و الأشـ واق حولي مدلّهات صوادي
و خيالي يسمو بأجنحة الحبّ بعيدا إلى وراء البعاد
و معانيك نغمة ردّدتها نغماتي على فم الآباد
و صلاة تفجّر الطهر في محـ راب حبّي و السحر في إنشادي
و الهوى في فمي نشيد نديّ و صلاة قدسيّة في فؤادي
و أنا في هواك أمضي بجوع الـ حبّ و الأغنيات مائي وزادي
فاستثيري شجون حبّي وزيدي في جنوني ، و حرقتي واتّقادي
فجنون الغرام عقل جديد طائر في مسابح الوحي شادي
أنا أهواك للمعاني فزيديـ ني غراما يذيب قلب الجماد
***
وافعمي مهجتي هوى ملهبا ثائر الضرم
واشعليني صبابة و املئي خاطري حمم
و اجهدي في تألّمي لذّة الحبّ في الألم
عذّبيني و عذّبي فعذاب الهوى حكم
***
أضرمي لوعتي تفه بالأغاني و الحوار الأنيق زاهي البيان
فأجلّ الغرام وجد بلا وصـ ل و شوق تموت فيه الأماني
و صبيني أو فاهجريني فحسبي منك فنّ الهوى و حلم التداني
أنا حسبي من الهوى أن يحسّ الـ قلب فيه قلبا من الحبّ ثاني
إنّما شرعه القلب و الطبـ ع فزيدي صبابتي و افتتاني
و انتفاض الغرام في الروح معنى الر وح معني الحياة في الإنسان
ما أمرّ الهوى و أحلى معانيـ ه و أسمى صبابة الفنان
أنا لولاك ما انتزفت شبابي نغما خالدا خلود المعاني
لا و لا ذبت في فم الحبّ شدوا قدسيّ الصدى نديّ الحنان
***
و نشيدا متيّما مغرم الصوت و الصدى
يحتسبه الهوى كما تحتسي الزهرة الندى
كلّما استنطق الجوى صمت أوتاره شدا
و تندى عواطفا عاشقات و غرّدا
***
و تغنّى كأنّه الفجر يبثّ الصباح شكوى اللّيالي
فاسمعي لوعتي بأنفاس أوتا ري فإنّي سكبت فيها انفعالي
و احتسي من كئوس حبّي لحونا وارقصي رقصة الصبا و الدلال
و اسكريني يا هالة الحبّ بالحـ ب و بالسحر من كئوس الجمال
سكرة القلب بالهوى سكره الأز هار بالعطر و النّدى و الظلال
سكرة الحبّ سكرة الفجر بالأنـ وار سكر القلوب بالآمال
أنا من عشت في هواك أغنيّـ ك و أروي الغرام للأجيال
و معاني هواك في ثغر لحني بسمات بيض كأزهى اللآلي
كالشّذا في فم الربيع المندّى كالمنى في خواطر الأطفال