صاحب الحاجة معنىّ بالطلب” كما يقولون، فقد كان لزاماً علينا أن نتوجه إلى أولئك الذي يستهدفهم الإعلان العالمي للأمم المتحدة بشأن السنة الدولية للشباب وذلك بإستطلاع آراء بعض الشباب والشابات كنموذج لمختلف المستويات التعليمية في المجتمع وكان لافتاً للنظر وجود غالبية ساحقة في أوساط هؤلاء وأقرانهم الآخرين ممن استطلعنا آرائهم لم يكونوا على علم مسبق ولو بقدر ضئيل بالإعلان المذكور، وباستقصاء الأسباب وراء ذلك رغم وجود كل وسائل الإعلام في كل المنازل فقد جاء السبب مفاجئاً حيث اعترف الجميع بأنهم لا يتابعون الأخبار!!..وهذه نقطة تدق ناقوس خطر آخر أمام المعنيين.. ومن جهة أخرى فقد لاحظنا أن طموحات الشباب بسيطة ومتواضعة ويبدو أن الظروف المحيطة قد علمتهم القناعة..وهاكم حصيلة الاستطلاع:
إعلان هام
في البداية تحدثت سمية محمد الغزالي حيث قالت:
لم أسمع مطلقاً بالإعلان بالسنة الدولية للشباب من الأمم المتحدة، ومع ذلك فهذا الإعلان يعني كل شيء لأنه يهتم بالشباب وهم حاضر ومستقبل المجتمع اليمني، وأتمنى بهذه المناسبة أن نفوز بسعادة الدارين وأن أتوفق في حياتي العلمية والعملية، أما أهم المشكلات التي تشغلني فتتمثل بوجود الكثير من الناس الذين يعيشون في مجتمعاتهم من دون أن يفكروا أو يعملوا على تعكير صفو حياة الآخرين بسبب قناعاتهم الأكيدة بما قسم لهم الله سبحانه وتعالى فآمنوا واطمأنوا، لكن البعض لم يرض بذلك فأراد أن يعمل على تأمين مصدر آخر حتى وإن كان على حساب اسمه وسمعته وتجربته وأصدقائه ومعارفه ، ولو أدى ذلك إلى الإساءة إلى أصحابه وذويه دونما ذنب اقترفوه أو ارتكبوه مادام في تلك الإساءة مصلحة.
وقد لا يهم السبيل لأن الأهم من السبيل هو الوصول إلى المنفعة فالغاية تبرر الوسيلة والأصحاب طيبون ولن يقفوا موقفاً سلبياً منه لأن قلوبهم أطهر وأكثر نقاءً من أن تفسدها مثل تلك التصرفات وهو على يقين من ذلك، ولهذا سوف يعود بعد ذلك متملقاً مصالحاً ولكن بعد أن يكون الله قد كشف سره وبينّهُ على حقيقته، وبهذه المناسبة أتمنى أن يكون ظهور أي شاب أو شابة بجهد ذاتي وليس على حساب الآخرين أو زملائهم في التحصيل العلمي.
من يأخذ بأيدينا
أما الشابة نجلاء علي محمد شهاب الدين ـ وهي خريجة جامعية فتحدثت قائلة:
أولاً لم أسمع عن إعلان الأمم المتحدة الخاص بالسنة الدولية للشباب، وثانياً إذا كان هذا الإعلان يخص الشباب فهذا يعني لي الكثير فنحن بحاجة إلى من يأخذ بأيدينا نحو مستقبل أفضل وبالذات ما نعانيه اليوم من ظروف صعبة وقد امتنع لساني عن وصف وذكر ما أريد، أما أمنياتي في هذه السنة الشبابية فتتلخص بأن نعيش بسلام ونشعر بالأمن والاطمئنان بالذات في ظل ما تعانيه اليمن من ظروف اقتصادية صعبة وأتمنى أن أحصل على فرصة عمل أفضل والاهتمام بالجيل الجديد من الشباب لما له من طاقات وقدرات وإمكانات إبداعية فعلى المعنيين بشئون الشباب أن يوظفوا هذه القدرات والطاقات والإمكانات في تنمية وتقدم الوطن من خلالهم، فهم العاملون وهم جنود الوطن وحماته وأشباله، أما أهم المشكلات التي تشغلني هي ماذا أفعل بعد التخرج؟ هل سوف أحصل على فرصة عمل وأيضاً يشغلني أمر الشباب والأطفال”الجيل الصاعد”، ومشكلات المجتمع وقضية فلسطين.
البطالة !!
أما الشابة الأخرى هدى عبدالرحمن سيف ـ المستوى الرابع بكلية التربية بجامعة إب فأجابت عن أسئلتنا بقولها:
لم أسمع بإعلان السنة الدولية للشباب، وأعتقد أنه ليس أكثر من ترويج عن حدث في وسائل الإعلام، وأتمنى لكل من له طموح أن يتحقق طموحه الذي يريده، أما أهم المشكلات التي تشغلني فهي الفقر ، الغلاء، ارتفاع معدلات البطالة.
الاعتماد على النفس
الطالبة أضواء علي محمد سيف تحدثت عن إعلان الأمم المتحدة وأمنياتها بالسنة الدولية للشباب فقالت:
إعلان الأمم المتحدة بشأن السنة الدولية للشباب..إعلان مهم، وهو إعلان يعني فتح بوابة المعرفة واستشراف المستقبل ومعرفة الواقع الحاضر أمام الشباب، وأهم أمنياتي في هذه السنة أن يكون التفوق رفيقي في حياتي العملية والعلمية وأدرس الجامعة وأحقق مستقبلي ووجودي الدراسي، أما أهم مشكلاتي فتتمثل بتربية الأبناء التي تؤثر على تحصيلي العلمي، ورسالتي إلى الشباب أن يعتمدوا على أنفسهم فلا يكون ظهور أي شاب أو شابة على حساب الآخرين.
أخاف على طموحي
الطالبة إيمان محمد أحمد النهاري توافقت في كثير من الأمور مع زميلتها حول السنة الدولية للشباب حيث قالت:
لم أسمع عن إعلان السنة الدولية للشباب، ولكن مع ذلك فإن هذا الإعلان يعني لي شيئاً كبيراً فيعد بوابة المعرفة واستشراف المستقبل ومعرفة الواقع الحاضر، وأتمنى أن التحق بالجامعة وأحقق مستقبلي لأثبت وجودي، وأهم المشكلات التي تشغلني تتمثل بخوفي من عدم قدرتي على تحقيق أمنياتي في الحياة، أما رسالتي بهذه المناسبة فتحث على التمسك بمبادىء القيم والأخلاق والارتقاء إلى الأحسن وتعليم الفتاة وهذه رسالتي إلى كل فتاة وشاب متعلم .
إثارة الانتباه
من جهته يتحدث الشاب خالد سعيد عن موقفه من إعلان السنة الدولية للشباب فيقول:
لقد سمعت عن إعلان الأمم المتحدة أن هذه السنة 2010 هي السنة الدولية للشباب، وهو إعلان يعبر عن الاهتمام العالمي بقضايا الشباب، وأرجو أن يتحقق من خلاله بعض الفوائد للقطاع الشبابي وفي حده الأدنى إثارة انتباه صانعي القرار وقيادات المجتمع إلى مشاكل الشباب وكيفية مساندتهم، والحقيقة أنني كأي شاب تتنازعه الطموحات والآمال وأريد العديد من الأمنيات غير أن أهمها ما أتمناه فعلياً أن أتمكن من استكمال دراساتي العلمية حتى أتمكن من الالتحاق بقطاع العمل لأحظى بحياة مستقرة.
طريق العالم
أما الشاب علي الشوافي فقد تحدث بالمناسبة قائلاً:
من المؤسف أنني لم أسمع عن هذا الإعلان العالمي، فهو يخصني أكثر من أي شخص أخر لانتمائي لشريحة الشباب، ومع ذلك فإنني أتمنى أن ينير هذا الإعلان الطريق أمام العالم لتلمس طريقه في رعاية الشباب وتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية في سبيل تمكينهم من أداء دورهم في تحقيق أهداف شعوبهم وأوطانهم، وكشاب يمني أتمنى بهذه المناسبة أن يعم الأمن والسلام والخير كل ربوع الوطن اليمني من أقصاه إلى أقصاه وأن يحظى الشباب بالدعم المطلوب.
لا أمل في الإعلان العالمي
الشاب عمار العماري ـ خريج جامعي يبدو غير متفائل وعندما واجهناه بأسئلتنا جاء جوابه بالقول:
صحيح أنني لم أسمع بالإعلان العالمي بشأن السنة الدولية للشباب، لكني أعتقد أن الأمر لا يعنيني بأي صفة من الصفات، ليس لأنني لستُ شاباً، بل لأنني أصبحت لا أعلق أملاً على كل الإعلانات والمبادرات بغض النظر عن مصدرها لأن الواقع يقول بأن كل هذه المبادرات تبدأ كبيرة وتهب الشباب جرعة كبيرة من الأمل ثم ما تلبث أن تتلاشى رويداً رويدا بعد أن يتخطفها الراسخون في الاحتيال على الآخرين، ولذلك فإن كان لي من أمنية بهذه السنة الشبابية فأتمنى أن يزول الكذابون والمتملقين والفاسدين وسارقي الآمال والطموحات من كل بلاد الأرض، وأن ينعم الخالق علينا بنعمة تدفعنا نحو آفاق أرحب من التنمية على مختلف المستويات.
امنحونا الأمل
أما الشاب مصلح سعيد صالح فقد خالف رفيقه الرأي وذهب إلى أبعد ما يمكن وصفه بالآمال الفردية حيث تحدث بقوله:
من المفيد أني عرفت مبكراً بالإعلان العالمي الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة حول تخصيص العام 2010 باعتباره السنة الدولية للشباب، وأقول للقائمين عليها نرجوكم التفتوا إلى بعض زوايا الجمال وامنحونا جرعة من الأمل فقد أصابنا الدوار المستمر من ركضكم الدائم وراء السياسة ، فلماذا لم تفردوا مساحات ولو قليلة لإعلان كهذا يهم أكثر من نصف الشعب اليمني؟ أتمنى أن يراجعوا موقفهم، وأتمنى أن يحاط الشباب اليمني علماً بفاعليات وأنشطة السنة الدولية للشباب ليشكل لبنة أساسية في مدماك البناء العالمي للسلام والتقدم، وأتمنى أن يتحقق الحد الأدنى من الوحدة العربية على الأقل في المستويات ما دون السياسية كي يتمكن الشباب من الحصول على الحيز الأكبر لحل مشاكلهم في مختلف الأقطار العربية، وأتمنى لكم التوفيق.
