من عدل الله تعالى تأخر الأمة العربية و تخلفها عن مواكبة التقدم الحضاري الذي اعتلت قائمته دول مشركة و كافرة فالدنيا بقدر ما تبذل لها تنال منها و الغرب أعطوا الدنيا كثيرا و سعوا في بنائها و اجتهدوا في تطويرها و قدموا إضافات سيشكرهم عليها التاريخ و العرب اليوم جنس خامل لبسهم مستورد و أشيائهم صنعت بغير أيديهم و طعامهم زرع بغير أرضهم و لا أثر لهم في الوجود ... و مأساة الأمة الكبرى أنها تتلقى صدمات و ضربات و كدمات من كل جهة و جانب فالقادة يهدمون و الأعداء ينخرون و الشعوب يلعبون و الوقت يمضي و الهم يكبر و الحمل يثقل و الحل يصعب ...
قادتنا فاسدون عملاء خائنون لا كفاءة لديهم و لا أمانة فيهم طالت أقدامهم عروش الحكم بعد اغتيال و قتل و سيل دم تولوا أمر امة كانت محتلة وسرت الشعوب بالاستقلال و بحكم قائد ينتمي للبلد و أهله فوجدوا الظلم اكبر مما قبله ... حكامنا باعوا الوطن للعدو بلا ثمن أباحوا ممتلكاتنا و قاسموا الغريب ثرواتنا و حرمونا خيرات أرضنا .. حكمونا ليجعلوا عدونا يقوى بضعفنا و يكبر باستصغارنا و يعلو بدنونا و يعز بذلنا ... لماذا يا حكام العرب أجوع و أرضي غنية بالثروات و أفتقر و من حولكم مترف بالثراء و أمرض و لا أجد علاج و رعاية و أتعلم و أظل جاهلا يحمل شهادة ... كرامتي سلبت و عزتي نهبت مهان ببلدي و لا قيمة لي عند الأخر .. حكامنا بنيتم قصورا عالية و شيدتم بروج عاتية و أصبح الوطن دار لكم لا يسع لغيركم و جعلتم من ممتلكاته متاع يخصكم و بيديكم مقدراته تهبونها و تهدونها و تنهبونها بلا رقيب ... طال بقاؤكم و الفقر كاد يمحي إنسانيتي لا سكن أجد و لا عمل ألقى و لا دخل يكفي لتوفير غذائي و لا مدرسة تلبي طموحاتي و لا جامعة تطور قدراتي و لا قضاء يرجع لي حقوقي و لا رعاية صحية ترعى صحتي و لا أمن اشعر به و الجيش يحميكم فقط .... منذ بدء حكمكم و الأمة بدأت بالسقوط و الشعوب أصابها الفشل و الخمول ... أرحلوا بدون إذن أعدائنا و دعونا نعيد بناء أوطاننا ما عادت الأرض تقبل حمل سوءكم و الله نوكله بالانتقام .